تحاول شركة فيسبوك فتح صفحة جديدة من خلال ترويجها للميتافيرس، ولكن لماذا؟

تحاول شركة فيسبوك فتح صفحة جديدة من خلال ترويجها للميتافيرس، ولكن لماذا؟ 

الميتافيرس هو فرصة لفيسبوك، والتي أصبح اسمها Meta، للبدء من جديد.

إن الآراء الواردة في هذا المقال تخص شخص المؤلف، ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر وآراء هذه المنصة.

 

عندما أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة فيسبوك، عن تغيير العلامة التجارية لشركته في أكتوبر من عام 2021، فقد كان ذلك بمثابة الإيذان بالبدء بخطة هائلة الحجم والأبعاد. حيث ستعرف فيسبوك الآن باسم ميتا (Meta)، وهي كلمة يونانية مبهمة لن أخوض في معناها، حيث أن لها عددًا كبيرًا من المعاني الحاذقة والمبطنة، ويمكن أن يستغرق استعراض معنى الكلمة المذكورة بمفردها مقالة كاملة.

وباختصار، لم تكن فيسبوك تتمتع بأفضل سمعة ممكنة في السنوات الأخيرة بعد الانتخابات الرئاسية التي جاءت بدونالد ترامب وفضيحة Cambridge Analytica عام 2018، ناهيك عن المساجلات المختلفة بشأن خصوصية المستخدم مع المنظمين والتي وجدت نفسها جزءًا من عالمها. وفوق كل ذلك، لم تعـد فيسبوك تلك المنصة العصرية للتواصل الاجتماعي التي كانت عليها في أوائل عام 2010، مع اندلاع المنافسة من قبل الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.

ومع قيام جائحة كوفيد 19 بتعطيل العالم بأسره وتصدرها لكافة عناوين الأخبار، فإن العلاقات العامة على منصة فيسبوك قد وجدت متنفسها أخيرًا، ولكن من جهة أخرى، فسرعان ما بدأ عملاق وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكي يشعر بالضغط من قبل عملاق صيني جديد يوشك على اللحاق به.

لكن فيسبوك غضت النظر وثابرت وقررت تخصيص الوقت لإعادة تصميم علامتها التجارية وتركيز جهودها. ومع تغيير الاسم إلى Meta فقد تكمنت فيسبوك من تحقيق أهداف أبعد من مجرد التخلص من اسمها المضطرب سوقيًا: حيث ولـدت  Metaverse، وهو مشروع جريء من شأنه أن يعيد فيسبوك إلى الخريطة.

 
Facebook Connect 2021

This year at Connect, we shared our vision for the metaverse and a future made by all of us.

Posted by Meta on Thursday, October 28, 2021


وتمثل الميتافيرس تتويجًا لمجمل جهود زوكربيرج بدءًا من اليوم الذي تم فيه تأسيس فيسبوك. حيث تم التخطيط للميتافيرس بحيث يكون عالمًا آخرًا افتراضيًا، نعيشه كبشر بالتوازي مع حياتنا اليومية، مدعومًا بالتطورات في الذكاء الاصطناعي (AI) وتقنية الواقع الافتراضي (VR). حيث يمكنك التسوق والدردشة والمشاهدة والاستهلاك، وغير ذلك الكثير من خلال الواقع الافتراضي في الميتافيرس.

إن هذا المشروع يمثل التطور الطبيعي التالي لشبكة وسائط اجتماعية مثل فيسبوك وللشركات التابعة لها: عالم رقمي تستطيع الانغماس فيه بالكامل حيث البيانات الشخصية للمستخمين هي العملة الأولى، بغض النظر عما تدعيه مقاطع الفيديو الترويجية. وفي جوهرها، فإنها أنقى خلاصة للعبة التي يلعبها عمالقة شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل فيسبوك وجوجل، حيث سيقضي المستخدمون وقتًا أطول على منصة رقمية مملوكة ومدارة من قبل شركة ما، لتوليد البيانات ومشاركتها، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتشغيل منتجات وخدمات جديدة، ولكن الأهم من ذلك تغذية خوارزميات شركات الإعلانات. ويتمثل الاختلاف الأكثر أهمية هنا في أن الميتافيرس تعد المنصة الرقمية الأكثر إحاطة بالمستخدم والتي عرفها الإنسان.

وإذا ما نظرنا إلى الوراء إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فليس من قبيل المصادفة في الواقع أن فيسبوك قامت في ذلك الوقت بشراء شركة Oculus التي تقوم بتصنيع أجهزة الVR. ومما لا شك فيه، أن خارطة طريق الميتافيرس لم تكن مجرد خطة تم وضعها في ليلةٍ وضحاها، بل كان عملاق وادي السيليكون يخطط تطويرها لسنوات.

هل نجحت إعادة تسمية فيسبوك بـMeta في إبعاد الشركة عن تاريخها وسمعتها المضطربة؟ هذا ما سوف نراه في الفترة القادمة. فقد شهد العامان الماضيان محاولة فيسبوك اللحاق بركب الاتجاه المتصاعد لمحتوى الفيديوهات القصيرة، في حين أنها كانت تحضر سرًا لمخططها الرئيسي المتمثل في الميتافيرس خلف الكواليس. وتحتاج فيسبوك (أو Meta) إلى تجديد نقاط البيع الفريدة الخاصة بها وذلك لدعم بقائها وسط ساحة واسعة من منصات الوسائط الاجتماعية التي تقلدها (والمفارقة الطريفة هنا أن هذا السلوك كانت فيسبوك نفسها تحث عليه حيث كان شعار رئيسها التنفيذي: "لا تستنكف التقليد"). بالتالي يمكن أن يكون الميتافيرس بمثابة وسيلة الشركة للعودة إلى روح العصر.

قم بإنشاء حسابك الآن

قم بإنشاء حسابك الآن اشترك الآن للبقاء على اتصال بالنظام البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والوصول إلى المحتوى الحصري وأخبار السوق واكتشاف المبادرات وذلك لإطلاق العنان للآفاق والفرص.