بالنسبة لأقسام الموارد البشرية في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، فإن مجموعة المواهب من المرشحين للعمل أصبحت أكبر من أي وقت مضى. والامارات هي بالفعل بلد غني بالمهنيين المهرة من جميع أنحاء العالم، وعندما يتعلق الأمر بتوظيف الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، فإن الإمارات العربية المتحدة لديها الحد الأقصى من هؤلاء الأشخاص.
ولقد مكّن ظهور العمل عن بُعد الشركات من إطلاق إمكانات جديدة، سواء من الموظفين الحاليين أو من الموظفين المحتملين على الجانب الآخر من العالم.
إن السماح للموظفين الحاليين بالعمل عن بُعد لا يوفر فقط تنوعًا مرحبًا به في روتين العمل المكتبي التقليدي ( من 9 ص إلى 5 م)، ولكنه يساعد أيضًا فرق العمل على الاستمتاع بتوازن أفضل بين العمل والحياة. وبالنسبة للموظفين الذين يعملون عن بعد بالكامل، فإن الشركات تستطيع الحصول عليهم من خلال توظيف المواهب من مناطق مختلفة من العالم، بما لديهم من خبرات شخصية ومهنية ووجهات نظر للعالم، وهو ما يمكن أن يجلب قيمة مضافة غير ملموسة لهذه الشركات، تتجاوز المهارات المطلوبة وفقا للتوصيف الوظيفي.
وتعد RemotePass إحدى الشركات التي تساعد في تمكين ودعم العمل عن بُعد في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي منصة توظيف عبر الإنترنت تتخذ من المنصة 71 مقرًا لها. وتقوم RemotePass حاليًا بخدمة أكثر من 80 شركة عالمية وإقليمية، بما في ذلك أسماء مرموقة مثل: swvl و Unifonic و Nas Daily و Eyewa، بما يساعدها في إدارة قواها العاملة المتنامية عالميا في أكثر من 120 بلدا.
ويشارك كمال رقاد، الشريك المؤسس لشركة RemotePass، فيما يلي، الرؤى والأفكار القيمة مع منصة أبوظبي للأعمال، والتي تسلط بعض الضوء على أفضل ممارسات العمل عن بُعد، والمزالق الشائعة، وما الى ذلك.
مؤسسو RemotePass
بناءً على تجربتك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، كيف تصف استجابة الشركات لظهور العمل عن بُعـد؟ ففي حين أن العـديد من المديرين يتبنون هـذا النمط الجديد من العمل، فإن آخرين كثر منهم تقليديون ويفضلون نهجًا أكثر تشددا حيث يكون الموظفون على مرمى البصر في جميع الأوقات.
إن أماكن العمل متعددة الثقافات ليست بالشيء الجديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أن هناك تقليد طويل من التنوع في المنطقة. وقد اختارت العديد من الشركات العمل عن بعـد، بعد تجربته بنجاح أثناء فترة الجائحة. وهو يعتبر بطريقة من الطرق تطورا طبيعيا جاء في سياق عالمي.
إن أحد عملائنا والتي تتمثل في شركة SaaS الناشئة ، قامت بتوظيف أول عامل للعمل لديها عن بعد عن طريق منصة RemotePass في ديسمبر 2021، ودون أن يكون لديها في ذلك الوقت أي خطط لتوسع فريق عملها عن بعـد. الا أن فريق العمل عن بعد لديها قد نما في غضون 6 أشهر من ذلك إلى أكثر من 40 موظفًا، منتشرين في 12 دولة. كما تقوم المزيد والمزيد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتوسيع نطاق وصولها إلى أمريكا اللاتينية لتوظيف مطوري التكنولوجيا من مناطق متباينة زمانيا، لضمان تطوير المنتجات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وهذه الشركات هي ذات تطلعات مستقبلية (بعيدة النظر)، لا تتبنى العمل عن بعد فحسب، بل تستفيد منه أيضًا.
وأما الشركات التي تؤمن بوجود موظفين يعملون تحت نظر رؤسائهم، ستفقد ببساطة أفضل المواهب لديها لصالح منافسيها.
بالنسبة للشركات والمديرين الذين يتخذون مسارا محايدا... لماذا يمكنك اسداء النصح لهم بتجربة (أو الالتزام بــ) أنماط العمل عن بُعـد؟ وما الفوائد التي يمكن أن يجنوها من ذلك؟
من بين فوائد العمل عن بعـد ، يمكننا الاستشهاد بما يلي:
- الوصول إلى مجموعة أكبر من المواهب وبناء ثقافة متنوعة وشاملة.
- المزيد من الإنتاجية: فالعمل عن بعد يأتي بتوازن أفضل بين العمل والحياة، وذلك بقضاء المزيد من الوقت مع العائلة، ووقت أقل في التنقل، وما إلى ذلك.
- تنفيذ أسرع وتوسع أسرع الى الأسواق الجديدة.
بصرف النظر عن حقول الصناعة (مجالات العمل) غير المناسبة لنمط العمل عن بُعـد ، هل هناك أي مواقف قد لا يكون فيها العمل عن بُعد نظاما مثاليًا للعمل؟ إن السبب الذي يجعلني أطرح مثل هذا السؤال هو أن بعض الشركات تتبنى ممارسات العمل عن بعد فقط من أجل الاستعانة بمصادر خارجية للبلدان ذات القوى العاملة "الأرخص" بهدف خفض التكاليف ، دون فهم كامل للآثار المترتبة على ذلك.
بصرف النظر عن عدد قليل من القطاعات / أو الوظائف غير المناسبة للعمل عن بعد ، فانه يمكن تنفيذ هذا النمط من العمل بحذافيره في أي مكان.
فلم يعد ما يدفع الشركة الحديثة يقتصر فقط على هدف وحيد يكمن في الاستفادة المثلى من تكاليف التوظيف. إذ أن فقدان المواهب في مجال التكنولوجيا والابتكار، يعد أعلى تكلفة على المدىين المتوسط والطويل.
أضف إلى ذلك، الاعتقاد الخاطئ الشائع بأن التوظيف عن بُعد من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انما هو "أرخص". حيث يتقاضى الكثير من مهندسي البرمجيات من المغرب أو الأردن أو مصر رواتبا تماثل تلك التي تعطى لنظرائهم في بعض الأسواق الأوروبية.
وعندما تقرر شركة ما اعتماد نموذج العمل عن بُعـد، فإنها أولاً وقبل كل شيء تتطلع إلى جذب أفضل العناصر. ولقد رأينا أيضًا أن شركات مقرها: ج.م.ع تقوم بتوظيف مواهب تقنية من: السويد أو ألمانيا أو هولندا. وإن غرض هـذه الشركات من ذلك هو جلب أفضل المواهب للعمل لديها بغض النظر عن أماكن تواجدها.
والحقيقة هي أن العمل عن بعد يجلب المزيد من المساواة ويفتح أبواباً جديدة لكثير من الناس حول العالم. وهو في الواقع يمثل اتجاها معاكسا لحركة الاستعانة بالمصادر الخارجية للتوظيف (تعهيد الأعمال من الخارج)، والتي سادت من أواخر التسعينيات إلى أوائل القرن الحادي والعشرين. وقد شهدت المواهب من الأسواق الناشئة زيادة كبيرة في الرواتب والوصول إلى المزايا التي لا تحصل عليها عادةً من خلال الفرص المحلية.
ما هي بعض التحديات الشائعة التي تواجهها الشركات عند التوظيف عن بُعـد أو تحويل الموظفين إلى ترتيبات العمل الهجين / عن بُعد ، وكيف يمكنهم التغلب عليها؟
لكي تنجح ، يتعين على الشركات أن تفهم ديناميات الموارد البشرية العالمية ، وأين تجد المواهب ، وكيفية اجتذابها.ويُعد تواجد العلامة التجارية لصاحب العمل على وسائل التواصل الاجتماعي طريقة رائعة للبدء.
والتوظيف عن بُعد يأتي معه أيضًا الكثير من التحديات التقنية المحلية ، مثل قوانين العمل ، والرواتب ، والامتثال (الالتزام) ، والضرائب ، وما إلى ذلك. ويعتبر البحث عن الاستشارات الخارجية والعمل مع مسهلي عمليات التوظيف الدوليين أمرًا ضروريًا لضمان انشاء نظام قابل للتطوير.
إن بناء ثقافة الثقة واعتماد طرق فعالة للعمل والتعاون هي أيضًا تحديات تواجه الكثير من الشركات. وقد جعلت أدوات الاتصال والتعاون المختلفة والإنترنت عالي السرعة من الممكن للفرق التوافق والعمل بشكل غير متزامن وزيادة الإنتاجية بشكل كبير.
عند اتخاذ قرار بالتوظيف عن بُعد أو تحويل بعض الموظفين الحاليين إلى ترتيبات عمل مختلطة (هجينة) أو عن بُعد بالكامل، ما هي العناية اللوجيستية الواجبة التي يتعين وضعها في الاعتبار من قبل الشركة العاملة في الإمارات العربية المتحدة؟
لقد قامت حكومة الإمارات العربية المتحدة بعمل رائع للترحيب بالمواهب الدولية من خلال تأشيرات العمل عن بعد. فلم تعد الشركات بحاجة إلى القلق بشأن إنشاء كيانات [في الخارج] لتوظيف وجذب المهنيين ذوي المهارات العالية.
وفي RemotePass ، على سبيل المثال ، نفوم بتقديم خدمات التسجيل داخل الإمارات العربية المتحدة لأصحاب العمل ، حيث يمكن أنهاء اجراءات تعيين واعداد الموظفين الجدد بالكامل في غضون أسبوع إلى أسبوعين ، بالإضافة إلى حزمة انتقال كاملة للمواهب التي تتطلع إلى الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة ، بما في ذلك الإقامة / التأشيرة والتأمين والطيران وحتى الإقامة.
كيف تساعد RemotePass الشركات في تعيين وإدارة الموظفين العاملين عن بُعـد؟
تتم المساعدة من خلال 3 عناصر، نحب في Remotepass، أن نطلق عليها السيزالثلاثة (أي الكلمات التي تبدأ بحرف الـ C)، ألا وهي:
- الامتثال (الالتزام): نحن نضمن أن تكون كل عملية توظيف متوافقة مع القانون. إن عملية جمع المستندات لدينا وعملية "اعرف عميلك،" (KYC) بالإضافة إلى فحص AML أثناء مراقبة المعاملات، من شأنه أن يبني نظاما موثوقًا به.
- المدفوعات عبر الحدود: يعد دفع أجور العمال عن بُعـد مشكلة حقيقية. ومن خلال إصدار الفواتير لعملائنا بعملة واحدة وتقديم خيارات سحب متعددة مثل: (التحويل المصرفي،PayPal، محافظ الهاتف المحمول، التشفير، إلخ)، لأعضاء فريق العمل، فاننا نجعل تجربة الدفع سلسة.
- دعم العملاء: نقوم بتقديم الدعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بشكل لا يعلى عليه. ونأتي كطبقة ثانية (كظهير آخر أو داعم ثاني) لإدارات الموارد البشرية والمالية لمساعدة أعضاء فرق العمل في جميع أنواع الاستفسارات.