رأينا موجة تطوّر ملحوظة تمرّ في الوطن العربي مؤخرًا خلال السنوات الماضية، ورأينا روّاد الأعمال الذين أبدوا عدم رضاهم عن الطريقة التي تسير بها الأمور. سواءً كان ذلك في الخدمات اللوجستية أو إدارة الموارد البشرية أو العقارات، قرر العديد من روّاد الأعمال أن الوقت قد حان لإحداث التغيير المناسب والمطلوب.
رغم أن قطاع الأغذية والمشروبات قد شهد نصيبه العادل من الابتكار والرقمنة بالفعل، لا شك أنه هناك دائمًا مجال للتطوير. وبالنسبة لرجل الأعمال خالد الشنقيطي، تكمن فرصة التغيير في جانب التوريد والشراء في مجال الصناعة، حيث يجمع ما بين جميع الأطراف في منصة واحدة.
لخبرة خالد ومهارته ومعرفته العميقة بقطاع الأغذية والمشروبات دور كبير في تحديد الثغرات في سلسلة التوريد والمعاملات بين الموردين وأصحاب الأعمال الأخرى (من شركة إلى شركة). ولأنه شغوف بجعل الشراء بالجملة سهلًا ومريحًا وآمنًا وصادقًا، شارك خالد في تأسيس شركة صفقات، وهي منصة تجارة إلكترونية تربط ما بين الشركات في قطاعي الأغذية والمشروبات، والضيافة على وجه الخصوص.
تنبع خبرته من أدواره الرئيسية كشريك إداري ومدير تنفيذي لمجموعة “Global Corp (GC)”، حيث يتولى خالد مسؤولية إدارة مجموعة تشمل المطاعم والمطابخ السحابية والعديد من المفاهيم المتعلقة بقطاع الأغذية والمشروبات. توظف الشركات المتعددة والمختلفة أكثر من 1000 شخص، وتعمل من خلال أكثر من 50 منفذ ولها بصمة في الوطن العربي.
مع هذا القدر من الخبرة، شرع خالد في تعطيل الجانب التقليدي من التوريد والشراء في قطاع الأغذية والمشروبات.
وقد تواصل مع منصة أبوظبي للأعمال لعرض وتبادل الأفكار حول شركة صفقات إلى جانب رحلته الريادية حتى الآن.
خالد الشنقيطي، الشريك المؤسس لشركة صفقات
هل يمكنك إطلاعنا أكثر على خلفيتك المهنية وما دفعك إلى إنشاء شركة صفقات؟
لدي شهادة في الهندسة، وأحد الأشياء التي اكتسبتها بصفتي مهندسًا هو التفكير التحليلي. لقد تعلمت أن أنظر إلى ما يفوق الأرقام، إلى ما وراءها، وإلى الفرص والأشياء التي نحتاج إلى توخي الحذر منها.
خلال عملي في قطاع الأغذية والمشروبات، لاحظت أن الأمر ما يزال يعتمد على النماذج التقليدية للتوريد. كانت المفاوضات تستغرق وقتًا طويلًا، وقد يستغرق الحصول على عرض أسعار أيامًا أو أسابيع عِدّة، ولم يكن هناك ما يضمن حصول المشتري أو البائع على أفضل صفقة ممكنة.
مما لا شك فيه، أن التكنولوجيا قد غيّرت عمليات الشراء في العديد من مجالات الصناعة وطوّرتها، بينما في قطاع الأغذية والمشروبات، ما زلنا نعمل بالطريقة التقليدية. وهنا راودتنا فكرة شركة صفقات، وهي منصة واحدة تربط الموردين والمشترين، وتسهل التجارة بطريقة صادقة وفعّالة.
كيف تصف نموذج عملك، وعمومًا، ما هي المنتجات أو الخدمات التي تقدمها اليوم؟
إن قطاع الأغذية والمشروبات معقد ومتنوع. نشتري عددًا كبيرًا بشكل مذهل من المنتجات من موردين متعددين. ومع ذلك، بقي الموردون مقيدين بالجدران المادية. بمعنى أنهم بحاجة إلى المزيد من الوضوح والتواجد كعلامة تجارية لزيادة المبيعات وتفريغ المخزون الفائض وتحسين الأرباح. إنهم بحاجة إلى سوق حيث يمكنهم مقابلة الفئة المستهدفة من المشترين والتواصل معهم بشكل فعّال. ويحتاج المشترون إلى موردين موثوقين ومنتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية. وبالجمع بينهم يمكننا توفير الوقت والمال وتحسين الربحية.
تسهل صفقات على كل من المشترين والموردين الاتصال بسلاسة.
من وجهة نظر المورد، يمكنهم بسهولة العثور على المشترين في منصة واحدة حيث يمكنهم طرح وعرض والترويج لمنتجاتهم. كانت الطريقة التقليدية هي خروج مندوبو المبيعات في الميدان واللقاء بالمشترين شخصيًا. أما الآن، على منصة إنترنت مثل صفقات، تستغرق عملية تحديد مكان المشتري ومقابلته ضعطة زر فقط.
أما من وجهة نظر المشتري، يمكنهم العثور على كل ما يحتاجون إليه في مكان واحد: منتجات عالية الجودة من موردين موثوقين. يمكن للمشترين تسجيل الدخول إلى صفقات، والعثور على المنتج الأنسب لاحتياجاتهم، والتحقق من الأسعار المختلفة، والحصول على أفضل صفقة. يمكنهم أيضًا تقديم طلب وتتبعه والحصول على معلومات عن السوق، مما يمنحهم فهمًا أفضل للأعمال بضغطة زر.
في أي عام أطلقت الشركة، وهل تم تشغيل الشركة؟ أم تلقيت تمويلًا من المستثمرين؟
تأسست شركة صفقات في الربع الأخير من عام 2021، وتم إطلاق MVP”" في الربع الثاني من عام 2022. وقد تم إطلاق المنصة في سبتمبر 2022.
نعم، لقد تم تمهيد وتشغيل الشركة. نحن نؤمن بمنهجية بسيطة وفعالة، وقد نشرنا مواردنا الخاصة لبناء نموذج أعمال مستدام.
قبل إطلاق صفقات، كيف بدأت في بناء التواصل وضم الموردين؟
يتمتع جميع أعضاء فريقنا بخلفية تجارية في مجال الأغذية والمشروبات، فهم يفهمون التجارة. بدايةً، تم الإعداد المبدئي من خلال الاتصال المباشر وبعد فترة، بدأت السبل الأخرى في استكمال الاتصال المباشر مع العملاء الجدد. تكتسب المنصة جذبًا وإقبالًا سريعًا، ونحن سعداء بمكان وجودنا كشركة.
لقد أنشأنا العديد من مفاهيم الأغذية والمشروبات الناجحة، وذلك يتضمّن سلاسل الوجبات السريعة والمطابخ السحابية ووحدات التموين هنا في الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء المنطقة. في أي عمل تجاري، من الضروري توفر قدر من الصبر والالتزام بقيم الأعمال التجارية. حتى مع وجود مفهوم جيد مثل صفقات، فإن الأمر يستغرق وقتًا.
بصفتك رائد أعمال، ما هي التحديات التي واجهتها حتى الآن، وهل هناك أي دروس تعلمتها؟
يعد مجال صناعة الأغذية والمشروبات بشكل عام واحدًا من أكثر المجالات تحديًا. إنه أمر صعب لأنك تتعامل مع الطعام، وبطبيعة الحال، لدى الناس أذواق وتوقعات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالطعام. إنه عمل موجه إلى العملاء بالدرجة الأولى، وذوقياتهم واحتياجاتهم، ويجب عليك التأكد من حصول العميل دائمًا على طعام رائع بأفضل جودة وفي أجواء ممتعة. يجب أن تكون التجربة الإجمالية من الدرجة الأولى في كل مرة.
أتذكر اليوم الذي بدأت فيه عملي في عام 2014 ، ولم يكن لدي أي خبرة سابقة في قطاع الأغذية والمشروبات، وكان الأمر صعبًا للغاية في البداية. ولكن أود أن أقول إن التحدي الأكبر في صناعتنا، كما هو الحال في العديد من الصناعات الأخرى، هو الموهبة. العثور على أفضل المواهب والاحتفاظ بها ليس بالأمر السهل.
نعتقد أنه لا توجد وصفة سرية للنجاح. يعتمد 99٪ من النجاح على القيام بالأمور الجوهرية بشكل جيد.
بما أن قطاع الأغذية والمشروبات الإقليمية، خصوصًا على صعيد الأعمال بين التجّار، تنافسي للغاية، كيف تميز صفقات نفسها عن غيرها من الشركات المماثلة؟
نحن نفهم ونعي أعمال الأغذية والمشروبات جيدًا. لدينا معرفة وثيقة بالمشكلات التي يواجهها البائعون والمشترون بشكل منتظم. نظرًا لكوننا منصة متخصصة، يمكننا إضافة قيمة بطرق لا تفوقها ولا تحاول المنصات العامة في مطابقتها. نعتقد أن مستوى الصدق في عملياتنا هو معيار الصناعة. يعرف عملاؤنا ما يحصلون عليه في كل خطوة من خطوات عملية البيع والشراء.
لماذا كانت أبوظبي وجهتك المفضلة لإطلاق صفقات، وهل تلقيت أي دعم من الجهات المحلية؟
بصفتي مواطنًا يقيم في أبو ظبي، أفضل دائمًا بدء جميع مشاريعي في هذه المدينة العظيمة. أبو ظبي مدينة ديناميكية، وبفضل رؤية وتوجيه قيادتنا الرشيدة، إننا ننمو بطريقة تجذب خيال العالم. البيئة في أبو ظبي داعمة للأفكار المبتكرة وليس لدينا أدنى شك في أنه عندما يحين الوقت المناسب، لن نواجه أي مشاكل في جذب رأس المال الذكي لتنمية أعمالنا.
ما هي خططك وأهدافك للسنوات الثلاث القادمة لصفقات؟
تتمثل رؤيتنا لشركة صفقات في أن نكون مركزًا أساسيًا وموثوقًا للأغذية والمشروبات في المنطقة لكل من الموردين والمشترين. لدينا خطط توسع قوية، ولكن قبل ذلك، لا بد من تحسين منصتنا محليًا ثم نقلها إلى بلدان أخرى في المنطقة.