في مشهد ما بعد الجائحة اليوم، فقد تغير قطاع التجارة الإلكترونية إلى الأبد. ففي الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شهدت هذه الصناعة نموًا هائلًا في جميع المجالات، مع ترسخ العديد من الميول والعادات الجديدة للمستهلكين.
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، نشهد تدفقًا من الشركات الجديدة والقديمة على حد سواء تدخل هـذا الفضاء لركوب هذه الموجة الصاعدة، حيث تثبت التجارة الإلكترونية نفسها كعنصر أساسي في الحياة العربية الحديثة.
وربما لا يوجد كيان أفضل لدعم هذه الشركات من دبي كوميرسيتي، المنطقة الحرة الوحيدة في الإقليم المتخصصة في دعم التجارة الإلكترونية. وتقع دبي كوميرسيتي في موقع استراتيجي عند منتصف الطريق التجاري الإقليمي في أم الرمول، بجانب مطار دبي الدولي، وذلك للتمكن من تقديم خدمات فعالة في الوقت المناسب إلى أعضائها.
الخدمات والتسهيلات المقدمة
اليوم، دبي كوميرسيتي مفتوحة لشركات تعمل في مجموعة منتقاة ومكونة من أكثر من 1500 نشاط تجاري، كما تقدم ستة تراخيص تجارية مختلفة. وعلاوة على ذلك، تنقسم مرافق المنطقة الحرة إلى ثلاثة مكونات رئيسية لا تزال قيد التطوير:
• مجموعة الأعمال: عبارة عن 12 مبنى مكاتب بمساحة إجمالية 240،000 متر مربع من الأراضي المبنية. حيث تم الانتهاء من 3 مباني في الوقت الذي تتم فيه كتابة هذه السطور.
• مجموعة الخدمات اللوجستية: مساحة تخزين مخصصة للمستودعات بأحجام مختلفة لتناسب شركات التجارة الإلكترونية ومخزن مشترك متعدد العملاء يديره شركاء دبي كوميرسيتي معتمدين على نموذج الدفع أولًا بأول لتسعير الخدمات. وتقدم المجموعة خدمات تخزين شاملة.
• مجموعة الخدمات الاجتماعية (للاستخدام اعتبارًا من نهاية سبتمبر): وهي مكان لمجموعة متعددة من قاعات الطعام المتنوعة والمقاهي والمطاعم والمعارض الفنية والمساحات المفتوحة. كما توفر مراكز عرض للشركات لعرض منتجاتها للجمهور العام، وقاعات متعددة الأغراض يمكن استخدامها للمؤتمرات أو العروض الفنية أو عروض الأزياء.
وبالإضافة إلى المزايا المعتادة التي يمكن أن تتوقعها من أي منطقة حرة، مثل الإعفاءات أو التخفيضات الضريبية، والسماح بنسبة 100% بالتملك من قبل الأجانب، والحزم الجذابة لإنشاء الأعمال، فإن الخدمات والمرافق المتخصصة التي تقدمها دبي كوميرسيتي تجعلها الكيان المثالي لدعم أي شركة تجارة إلكترونية. كما تعد دبي كوميرسيتي بمثابة متجر شامل لأي مشروع تجارة إلكترونية، حيث أنها تدعم المسجلين من خلال إنشاء بوابتهم عبر الإنترنت، ودمج بوابات الدفع الإلكترونية، وإدارة الخدمات اللوجستية وصولًا إلى خدمة التسليم حتى المحطة الأخيرة، والتعامل مع المرتجعات، وإنشاء المحتوى، وما الى ذلك، مما يؤدي إلى نظام دعم شامل يقدم أي خدمة أو حل محتمل قد تحتاجه شركة التجارة الإلكترونية.
"من خلال التأسيس عبر دبي كوميرسيتي، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة التركيز على أعمالها الأساسية، بدلًا من مسح الأسواق والبحث عن الشركات والكيانات التي يمكنها تلبية بعض أو أجزاء من [نموذج التشغيل] الخاص بها" ... كما أوضح راشد عبد الكريم الملا، مدير أول التسويق والاتصالات في دبي كوميرسيتي، في مقابلة له مع منصة أبوظبي للأعمال، حيث "يمكنهم فعل كل شيء من مكان واحد هنا في دبي كوميرسيتي."
ويمكنك معرفة المزيد هنا بشأن كيف تؤسس لشركتك من خلال دبي كوميرسيتي.
راشد عبد الكريم الملا، مدير أول التسويق والاتصالات في دبي كوميرسيتي
ما وراء التجارة الإلكترونية
نظرًا لاتساع نطاق التجارة عبر الإنترنت وتجربة العملاء الرقمية، أعلنت دبي كوميرسيتي هذا الشهر أنها ستطور من تركيزها وهوية علامتها التجارية وذلك لدعم وتسليط الضوء على قطاع التجارة الرقمية الأوسع والأكثر شمولية.
وقد أوضح الملا أن هـذا يرجع إلى أن القطاع قد تطور إلى ما هـو أبعد من مجـرد التجارة الإلكترونية، ولكنه يتضمن الآن أيضًا تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والميتافيرس، والتي تشكل تجربة المستهلك الرقمية الحديثة. فمع وجود هذه التقنيات، سيتم تداول التجارة عبر الإنترنت خارج سياق متاجر الانترنت البسيطة مثل: أمازون أو eBay، ولكن في مراكز تسوق ومتاجر الميتافيرس وداخل ألعاب البلوكتشين وغير ذلك.
قال الملا: "بالطريقة التي أراها، فإن الحد الفاصل بين جانب التجارة المادية للأشياء وجانب التجارة الرقمية لها أصبح باهتًا". وأضاف: "تتمثل الرؤية في أنه كون هذه التجربة تعتبر سلسة، لذا فإنك تنتقل من التقليدية إلى الرقمية، ولكن دون أن تلحظ ذلك حقًا. ولذا فإن هذا التحول يصبح شديد الانسيابية، وديناميكيًا للغاية، وتصبح تجربة المستهلك أكثر ثراءً".
ترسيخ مكانة الإمارات كمركز إقليمي للتجارة الرقمية
خطت دولة الإمارات العربية في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة بالفعل لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتجارة الرقمية، حيث قامت شركات مثل DHL Global Forwarding و Aramex و Noon، بإنشاء مراكز توزيع وتنفيذ في الدولة لتسهيل التجارة عبر دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.
ولاحظ الملا بأنه "إذا ما نظرنا إلى ما قبل خمس سنوات إلى الوراء، فسنجد أن ما يقرب من 60-70% من طلبات التجارة الإلكترونية في البلاد قد تم الوفاء بها عبر الحدود. واليوم، تهدف دبي كوميرسيتي إلى تحويل هذه المعاملات لتتم محليًا، تماشيًا مع استراتيجية الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4% خلال السنوات العشر القادمة.
التحديات والفرص القطاعية
وفقًا للملا، فإن التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات التي تتطلع إلى التسجيل في دبي كوميرسيتي تدور في الغالب حول فهم القوانين واللوائح، ومزايا وعموميات إدارة أعمال التجارة الإلكترونية، والضرائب الجمركية. ولحسن الحظ، فإنه قد تم أخذ هذه المشكلات الشائعة في الاعتبار عند بناء خدمات ومرافق المنطقة الحرة، حتى تتمكن الشركات من العثور على المساعدة التي تحتاجها "للعمل على أرض الواقع".
وأما بالنسبة للفرص الجديدة، فهو يعتقد أن التقنيات الجديدة التي ظهرت خلال الوباء، مثل الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والتكنولوجيا القابلة للارتداء، وتقنيات اللمس/التقنيات الحسية، والميتافيرس، ستوفر أكبر نافذة للابتكار والنجاح.
هذا ويمكنك العثور هنا على المزيد من المعلومات حول التأسيس في دبي كوميرسيتي.