نذكر من بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تمّ عرضها، شركة Eurosys ، وهي شركة تقدّم حلول ذكيّة ومتكاملة للأنظمة في أبو ظبي، تتنوّع لائحة زبائنها لتشمل أصحاب الفلل والمزارع، زبائن "اتصالات" وحتى أقسام الشرطة. يحدّثنا صالح علي المبارك، رئيس شركة Eurosys.
بدأت Eurosys عملها منذ حوالي 10 سنوات، إذ ظهرت الفكرة في وقت يقارب انتهاء "صالح"، صاحب المؤسّسة، من دراسته ومباشرته في الحياة المهنية، وذلك بعد تلقّيه العديد من الأسئلة من قبل الأصدقاء والعائلة مطالبينه بتوصيات بشأن أنظمة الأمان الخاصّة بهم. وقد لاحظ عدم وجود الوعي الكافي بشأن هذه المسألة. لذلك، شرع في إنشاء Eurosys لا لهدف بيع المنتجات المتطوّرة مثل أنظمة التحكّم بالدخول ووقت الحضور فقط، بل بغية تثقيف الزبائن أيضاً.
يقول مبارك: "كان هدفي الأساسي تثقيف الزبائن وتعليمهم [كيفية] إجراء أفضل عمليات الشراء وفقًا لاحتياجاتهم. يجب أن يدركوا السبب وراء دفعهم لمبلغ معيّن، ولأيّ سلع أو خدمات بالتحديد. في حال عمدوا إلى دفع مبلغ معيّن، فما هي الخيارات المتاحة لهم بعد ذلك؟ هل هم في حاجة إليها أم لا؟ تلك هي الطريقة التي نبدأ بها في تثقيف زبائننا ".
توسّعت قاعدة زبائن Eurosys على مرّ السنوات، لتشمل أوّلاً الفيلات الصغيرة والمتاجر التجارية، وصولاً إلى الهيئات الحكومية والمصارف والسفارات وشركات الاتصالات، مثل "اتصالات"، وإدارات الشرطة بالإضافة إلى أحدث المشاريع العملاقة.
كما وأضاف: "عندما بدأنا للمرّة الأولى، عمدنا إلى تقديم كاميرات المراقبة فقط، بالإضافة إلى أنظمة التحكّم بالدخول والحضور". "ومع مرور الوقت، بدأنا بالتوسّع بشكل أكبر، حتى أصبحنا شركة مزوّدة للحلول الذكية [و] مكمّلة للأنظمة. شرعنا في تقديم حلول الأتمتة المنزلية الكاملة، وكابلات البنية التحتية، وخدمة إدارة مواقف السيارات - وتعمّقنا في مجال الحلول الذكية. "
التحديّات التي واجهتهم
تحدّث مبارك عن بعض التحديات التي انفردت بها صناعته، وتشمل التهديد المستمرّ من قبل الباحثين عن الكفاءات، إضافة إلى النسبة المتغيّرة للموظفين الماهرين.
أضاف: "العثور على الموظفين التقنيّين المثاليّين والأكثر ولاء، مسألة صعبة للغاية في هذا السوق". "فأنت بحاجة إلى أشخاص متخصّصين - لا يمكن لأيّ شخص القيام بهذه المهمة".
نتيجة لذلك، فالطلب على الموظّفين الفنيّين المهرة في ازدياد تامّ، وغالبًا ما يتمّ البحث عن كفاءاتهم، ما يدفعهم إلى ترك عملهم للحصول على فرص عمليّة أكثر ربحاً. وهذا يمثّل تحدّيًا كبيرًا للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل Eurosys نظراً للوقت المبذول في تدريب هؤلاء الموظفين، فضلاً عن الرواتب المرتفعة التي يتقاضونها.
ومع ذلك، تُعَدّ تلك المسألة واحدة من العقبات المتعدّدة التي يواجهها مزوّد الحلول الذكية.
يضيف مبارك "التحدي الآخر الذي نواجهه هو مع البائعين المعيّنين. على سبيل المثال، عندما نقبل مشروعًا من هيئة حكومية معيّنة، فقد تصرّ الأخيرة على علامة تجارية محدّدة [لنقوم باستخدمها]، ولا ترضى ببدائل أخرى."
وأوضح أن ذلك قد يكون نتيجة تفضيل تلك المؤسسات العامّة لعلامات تجارية معيّنة، بناءً على تجارب سابقة أو ما شابه، وهو ما يتيح بدوره لبائعي تلك العلامات التجارية برفع أسعارهم نظرًا للطلب العالي عليها. مما يؤدّي بالزبائن إلى دفع مبالغ تفوق احتياجاتهم.
"فهؤلاء البائعين، لديهم وكلاؤهم المفضلون، أو مدمجو الأنظمة المفضّلون (منافسو Eurosys)، لذا فهم يمنحونهم سعرًا جيدًا. وعندما يسعّرون لنا، قد يكون السعر مرتفعًا بعض الشيء ".
كما وأوضح أنّ ذلك كان شائعًا عندما بدأت Eurosys للمرّة الأولى في التأسيس لإسمها التجاري في السوق. وقد تبدّل ذلك مع اكتساب الشركة للشهرة والخبرة، حيث أصبح بإمكانهم الآن تقديم آرائهم في تلك المسائل، ما يتيح للهيئات الحكومية بدورها، قبول نصائحهم بشكل أكبر.
وأضاف: "نحن قادرون الآن على منح زبائننا العديد من الخيارات المثلى من بين العلامات التجارية التي يختارونها".
أمّا التحدّي الأخير الذي ذكره، هو مشكلة السيولة الشائعة في كثير من الأحيان، والتي هي مسألة تعاني منها أيّ شركة صغيرة ومتوسطة الحجم، ولكنها شائعة بشكل كبير بين شركات الأنظمة المتكاملة المماثلة لشركته.
الدعم من صندوق خليفة
أوضح مبارك أنّ السيولة هي إحدى المسائل التي دعمها صندوق خليفة. كما وقدّم فريق خليفة، بعض الإرشادات، بالإضافة إلى عشرات الرسائل الداعمة والمتنازلة عن بعض الرسوم الحكومية التابعة لشركته.
وأكمل بقوله أنّ " العلاقة بين صندوق خليفة والجهات الحكومية مهمّة للغاية".
ومع ذلك، فالإستفادة الأكبر التي حظي بها من خلال اعتماده على صندوق خليفة، كانت في القدرة على حضور معارضهم العديدة كأحد المستفيدين من صندوق خليفة، مما وفّر له العديد من الفرص للتواصل والتسويق، وسمح له بتعزير علامته التجارية Eurosys في ذلك المجال.
قال: "كنت أدعو بعض البائعين إلى تلك المعارض كي يتمكّنوا من رؤية شركتنا هناك". "مع مرور الوقت، بدأوا في تزويدنا بعروض خاصّة، إذ أنّهم أدركوا أنّنا مدعومون من صندوق خليفة".
الدروس المكتسبة
قبل إطلاق شركته، تحدّث مبارك عن الضغوطات الكبيرة التي واجهها من قبل العائلة والأصدقاء، الذين عبّروا عن قلقهم أزاء مخاطر دخوله في مشروع تجاري جديد.
أكمل، بنظرة خاطفة إلى الوراء: "ومع ذلك، فقد تعاملت مع الأمر بشكل إيجابي. لقد أدركت أنّني بحاجة إلى المخاطرة إذا أردت التوسّع."
وتابع: "من الجيّد سماع آراء من هم من ذوي الخبرة، ولكن في النهاية، أنت صانع القرار، ويجب أن تدرك المخاطر". "فأنا عادةً، لا أؤجّل قراراتي، لأنّه في عالم الأعمال، إذا تأخّرت في اتّخاذ قراراتك، فاتتك الفرص."
كما وذكر أيضًا أنّه تعلّم ألّا يباشر في التوسّع السريع.
"على سبيل المثال، في حال كنت قد تلقّيت مشروعًا كبيرًا وقُمتَ بتعيين موظّفين بهدف استيعاب حجم المشروع الأكبر من المعتاد، فستواجه مشكلة الزيادة في عدد الموظفين بمجرد اكتمال هذا المشروع. لذلك، فأنا حريص على التأنّي في عمليّة التوسّع ".
إضافة إلى ذلك، فقد اعتاد مبارك على الإستمتاع بتحدّيات إدارة الأعمال التجارية، خاصّة بعد رؤية ثمار عمله.
"يضيف ذلك معنى لحياتك. فبمجرد رؤية أعمالك تسير على النحو السليم، تشعر بالسعادة عاماً تلو الآخر. وبمجرد زيارة مكان عمل شركتك، تشعر بالفخر. لديّ قصص جيّدة لأرويها لأولادي ".
الخطط المستقبليّة
في تلك المرحلة من دورة شركته الحياتية، يشعر مبارك أنّه قد قدّم كلّ ما في وسعه كفرد.
أضاف: "لقد أنجزت كلّ ما يمكنني القيام بها من جانبي. نظراً لوضع صندوق خليفة الحالي، وقدرات وموارد شركتي الحاليّة، أستطيع أن أقول، أنّني قد بلغت تقريباً أقصى حدود إمكانات شركتي. في حال رغبت في التوسّع أكثر، وافتتاح فروع جديدة، أعتقد أنّني سأحتاج إلى البدء في البحث عن شريك ".
وأوضح أنه يرحّب بفكرة ضمّ شريك يحمل صفة المستثمر فقط، إذ أنّه يعتقد أنّ عمليّة المشاركة في مسؤوليات الإدارة وصنع القرار، ستسمح له بالتركيز على جوانب معيّنة من أعماله وتعزيزها.