هذه المرّة، تمّ عرض منصّة Baaqah "باقة" من بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي منصّة تجارية إلكترونية تمّ إطلاقها أوائل عام ٢٠٢٠، تختصّ في بيع منتجات الأزهار بالتجزئة.
لقد تحدّثنا مع الريم العمّاري، المؤسّسة الشابة لشركة "باقة"، لمعرفة المزيد حول شركتها ورحلتها الريادية في مجال الأعمال.
الخطوات الأولى
أثناء إنشائها لموقع الشركة وبنيتها التحتية التقنية، أوضحت العماري أنها سعت إلى جانب فريقها، للتركيز على التجارة "بين الشركات والأعمال" B2B كمحاولة داعمة للتعرّف على السوق. خلال شهر أكتوبر من ذلك العام، تمكّنت "باقة" أخيرًا من الإنتقال إلى نموذج B2C "من الشركة إلى المستهلك"، ما دفع العماري إلى الوصول إلى استنتاج مهمّ:
وأوضحت "عملية فهم الزبائن مسألة صعبة للغاية، ولكن بمجرد قيامك بذلك، ترتقي بأعمالك التجارية إلى الأعلى. تعاملك مع زبائن B2B، يعني التعامل بشكل أساسي مع نوع واحد من الزبائن، نوع يدرك عالم الأعمال مثلك."
"فبمجرد قيامنا بتزويد الزبائن بما يحتاجونه قبل طلبه، نقوم بإحداث الفرق. وذلك بالتأكيد يشكّل تحدّي أكبر كما وهو أمر مثير للإهتمام مقارنة بنظام B2B، الذي يُعدّ أكثر استقرارًا وهدوءاً ".
أما بالنسبة للفكرة التي دفعت العماري لإنشاء شركة "باقة"، فقد ذكرت أنّها كانت دائمًا شغوفة بمجال الأعمال الرائدة منذ صغرها. ومع ذلك كانت تفتقر إلى المعرفة المطلوبة.
"أيّام الجامعة، كنت دائماً أقول لنفسي: حسنًا، ربما سأكون رائدة أعمال بعمر 40 عامًا أو عندما أكبر. "
وسرعان ما أدركت أنّ" الكثير من الناس ينتظرون حتى يكوّنوا الخبرة الكافية ليصبحوا رواد أعمال، ولكن الحقيقة هي، أنّه من الغير ممكن أن تحصل في حياتك على الخبرة الكافية ".
لذا، قرّرت خوض المغامرة. فبفضل آليات الدعم المتمثلة بالبرامج الحاضنة، مثل مركز الشارقة للأعمال الرائدة (مركز شراع)، إضافة إلى الدعم الكبير الذي قدّمه صندوق خليفة، استطاعت العماري الإنطلاق برحلتها في مجال الأعمال الرائدة.
كما واستذكرت البرامج الحاضنة المقدّمة من مركز الشارقة للأعمال الرائدة، والتي كانت متوفّرة في جامعتها آن ذاك، والتي دعمتها بشكل كبير في تعزيز ثقتها وإقناعها بأنّها قادرة "اليوم" أن تكون رائدة أعمال إذا فعلاً أرادت ذلك.
ما ساهم في نجاحها في تحقيق شغفها في ممارسة مهنة الزهور وتجارة الأزهار، إذ لفتها وجود فجوة ملحوظة في السوق: الغياب النسبي لمنتجات الأزهار من منصات التجارة الإلكترونية، وهو أمر ملفت، نظراً لعادات المستهلكين المتغيّرة تجاه فكرة التسوق الإلكتروني.
وهكذا، وُلدت شركة "باقة".
التحديات التي تواجه رائدة الأعمال الشابة
وكما هو الحال مع أيّ عمل ريادي، تكون التحديات كبيرة ومتشعّبة. فنظرًا لكونها رائدة أعمال محتملة، لا تمتلك خلفية مسبقة أو اطّلاع كافي بالأمور الأساسية، مثل، تمييز الفرق بين الرخص التجارية وما إلى ذلك، فقد واجهت في بادئ الأمر بعض الصعوبات.
قالت: "لم أصدق حقًا أنّه كان عليّ تعلّم تلك الأمور في مثل هذه السنّ المبكرة". " فدخولي هذا النظام البيئي، كان تحديًا بحدّ ذاته، لأنني كنت دائمًا الأصغر سنًا [بين زملائي]. كنت دائمًا الشخص الذي كان لا يزال يتعلّم [الأساسيات]."
فيما يتعلق بالتحديات الأساسيّة، أشارت العماري إلى أنّ عملية إنشاء منصة تجارة إلكترونية، كانت محفوفة بالصعوبات، خاصةً لشخص ليس لديه خلفية بعلوم البرمجة وتطوير المواقع، على الرغم من ذلك، لم يمنعها هذا من أخذ الوقت الكافي لمعرفة ما هو مطلوب. والتعمّق فيه.
العقبة الأخرى التي واجهتها، تمثّلت بلوجستيات تسهيل التسليم للزبائن. ولمعالجة تلك المشكلة، أسّست العماري شركة ثانوية سمّتها "وصلة"، والتي كانت بمثابة مجمع لمنصات التسليم، لدعم عمليات "باقة" بالإضافة إلى عملها كمؤسسة مستقلة.
أمّا التحدي الشائع، الذي يواجهه رواد الأعمال، هو الضغط المستمرّ من قبل الأصدقاء والعائلة، الذين قد يشكّكوا بنجاح المشروع المحفوف بالمخاطر، أو قد يبدوا تخوّف من فكرة الشروع بعمل تجاري. فبالنسبة للعماري، سرعان ما تفاقم هذا الضغط، باعتبارها شابّة صغيرة تنقصها الخبرة الكافية.
قالت: "الكثير من الناس يعمدون إلى التقليل من شأن الفكرة أو من قدرتي على أن أصبح رائدة أعمال طموحة. سواء كانوا من أفراد العائلة، أو أقرب الأصدقاء أو شركائك في العمل. لذا، عليك كرائد أعمال، إثبات إيمانك بفكرتك بشكل كبير لتصل إلى القناعة بأنّك لا تحتاج موافقة أي أحد بتاتاً".
"ثق بنفسك بالقدر الكافي، وسيأتي وقت وسيصبح هذا التحدّي من الماضي."
ساهمت برامج الدعم التي قدّمها صندوق خليفة، بصنع عامل النجاح الأساسي للعماري
بالإضافة إلى مثابرتها وثقتها، ساهمت برامج الدعم مثل البرنامج الحاضن المذكور أعلاه، لمركز الشارقة لريادة الأعمال وصندوق خليفة، بوضع العماري على مسار النجاح.
قالت: "كانت تنقصني الخبرة، لذلك أردت البحث عن مكان لصقل معرفتي. لذا، كانت البرامج المجانية، كالبرنامج المقدّم من صندوق خليفة، بمثابة نعمة لي. [تلك البرامج] تمثّل فرصة تعلّم لأي شخص مهتمّ بريادة الأعمال. فالدعم الذي قدّمه لي صندوق خليفة - والثقة التي يمنحها لي جميع رواد الأعمال - أمر نحتاجه فعلاً كجيل شاب وكإماراتيين ".
"فتلك هي المؤسسة التي نشأت منها، ويجب أن أقول، بدون دعم صندوق خليفة، لكنت سأسلك اتّجاه وظيفي مختلف اليوم. لقد آمن صندوق خليفة بشركة "الباقة" وبي كفرد حتى قبل أن أؤمن بنفسي، وأنا ممتنة لهم للغاية ".
أما بالنسبة لفوائد تأسيس أعمالها في أبو ظبي، فقد وجدت العماري أنّ هناك آليات دعم متعدّدة تساعد في تسهيل عملية إطلاق المشروع. من التراخيص المفيدة مثل ترخيص التجارة الإلكترونية ("تاجر أبو ظبي")، إلى المؤسسات مثل مركز خليفة للإبتكار وغرفة تجارة أبو ظبي، التي تقدّم برامج مجانية للإماراتيين، بالإضافة إلى المؤسسات، مثل مركز خليفة للابتكار (KIC) ومختبرات كريبتو التي تساعد الشركات في الحصول على براءات الاختراع، على سبيل المثال.
الدروس المكتسبة والخطط المستقبلية
" استمروا بالمثابرة، لأنّ النهاية تستحقّ العناء. "
كانت هذه عبارة تحفيزيًة تمّ استخدمها في العديد من كتب خبراء الأعمال وخلال الجلسات التي لا تنتهي ومحادثات TED. وكانت العماري قد سمعتها، قبل أن تصبح رائدة أعمال بسنوات عديدة. ومع ذلك، وبالرغم من أنّها عبارة مبتذلة، إلّا أنّها قد اكتشفت صحّتها، بعد أن أصبحت هي نفسها مالكة شركة.
قالت وهي تعود بذاكرتها إلى الوراء: "شعرت وكأنني سمعت تلك العبارة مليون مرة. لم أصدقها حقًا حتى مررت بالتجربة بنفسي وعندها فقط أدركت حقًا ما تعنيه. ولهذا السبب استمروا في تكرار هذا الدرس".
أمّا بالنسبة لخططها المستقبلية، تسعى العماري لتوسيع نطاق تغطيتها لسوق "باقة"، ليشمل بقية دول مجلس التعاون الخليجي.
"فتجارة الأزهار مستمرّة في النموّ وهناك الكثير من الفرص والفجوات في السوق التي لا يزال بإمكاننا الإستفادة منها. وهذا ما نسعى للتركيز عليه في المستقبل القريب جدّا ً".
"باقة" منصّة تجارية إلكترونية تمّ إطلاقها أوائل عام ٢٠٢٠، تختصّ في بيع منتجات الأزهار بالتجزئة. لمعرفة المزيد: https://www.baaqah.com