Anigma Computers تعمد لتلبية احتياجات سوق أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب في المنطقة 

ذه المرّة، تمّ عرض شركة Anigma Computers المتوفّرة في أبو ظبي، من بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي منصّة تجارية إلكترونية، متخصّصة بأجهزة الكمبيوتر العالية الأداء، والتي تستهدف غالباً اللاعبين الإقليميين.

تم إطلاق Anigma Computers في عام 2016 من قبل المدير الإستثمارى عبد الله الجنيبي، العاشق لتكنولوجيا الكمبيوتر، لتلبية طلبات السوق، الأفراد والمؤسسات المتزايدة في صناعة ألعاب الكمبيوتر، والتي تتطلّب استخدامها لأجهزة من الدرجة الأولى.

قال الجنيبي: " نسعى لدمج أنواع القطع المختلفة في حزمة تعبئة ملائمة - سواء كانت مخصّصة للألعاب، أو التصميم الجرافيكي، أو المحاكاة، أو الهندسة، وما إلى ذلك. نعمل على تغليفها بأسلوب يناسب الزبون كما ونعمل على سدّ فجوة الموجودة بين أجهزة الكمبيوتر ذات العلامات التجارية - أو أجهزة الكمبيوتر ذات العلامات التجارية والأجهزة المحمولة من جهة - وبين متاجر أجهزة الكمبيوتر الصغيرة التي تبيع القطع الخالصة من جهة أخرى. فمهمتنا تكمن في ملء الفجوة بينهما ".

يقول الجنيبي حول السبب الذي دفعه لإطلاق عمله أنّه "أصيب بالإحباط بسبب نقص المعرفة التقنية لدى متاجر الكمبيوتر. إذ، كانت معظم متاجر الكمبيوتر [تعمل] لأنها قد وجدت فئة مستهلكين لم يكن يتعامل معها أحد، ولذلك بدأوا في ممارسة الأعمال التجارية. إنّهم يقومون بإدارة شركة تجارية في نهاية الأمر ... [أجهزة الكمبيوتر وأجزاء منها] سلعة يجب تحريكها بأسرع وقت ".

في البداية، أدرك أنّ هؤلاء البائعين لم يكونوا على دراية تامّة بما يعرضونه- فقد كانوا يتاجرون فقط بالسلع المرغوبة، ما أدّى إلى تقديمهم خدمة زبائن قليلة الكفاءة. وهكذا، ولدت فكرة Anigma Computers، من دافع الرغبة في بيع المستهلكين أجهزة كمبيوتر وأجزاء عالية الأداء وتثقيفهم في الوقت نفسه حول عملية الشراء، وتخصيص الخدمة والمنتج وفقًا لاحتياجاتهم. نظرًا لأن العديد من أجهزة الكمبيوتر المتطورة قد تتراوح بين حوالي 10،000 درهم إماراتي إلى 40،000 درهم إماراتي، هناك بالتأكيد حاجة لأن يعمد الزبائن لإجراء عمليات شراء مدروسة.

وفقًا للجنيبي، تتخصّص شركته في مجال جمع وبيع نوعين مختلفين من أجهزة الكمبيوتر: أجهزة مستقيمة، وأجهزة تبريد سائلة. يستخدم الأول التبريد التقليدي، عبر الإعتماد على المراوح على سبيل المثال. أمّا النوع الثاني، فهو أكثر تعقيدا من حيث البنيةً، حيث يستخدم نظام تدوير السائل لتبريد وحدة المعالجة المركزية. تتطلّب أجهزة الكمبيوتر الشخصي تلك، بحسب الجنيبي، "مزيدًا من المهارات الحرفية"، وهي خدمة غير متوفّرة في المنطقة بالشكل السليم.

تسعى شركة الجنيبي من خلال تطوير Anigma Computers، إلى المزج بين الحرفية وتوفير خدمة زبائن استثنائية، لتصبح علامة تجارية مرموقة في السوق الخاصّ بها.

وأضاف: "لدينا هويّتنا الخاصّة، ولسنا مجرد متجر لبيع أجهزة الكمبيوتر ".

مؤسس الشركة أنيجما‍، عبد الله الجنيبي

التحديات

كما هو الحال مع مطلق أيّ عمل تجاري، وبالأخصّ كلّ فكرة جديدة تحاول شقّ طريقها، قد تعارضها التحديات من عدّة جوانب مختلفة، لذا يجب أخذ ذلك بعين الإعتبار.

"ظهر التحدّي الأول في عملية تطوير نموذج العمل الفعلي. فمن أجل إنجاح العمل، كان لدينا خياران. إمّا أن نسير في طريق إنشاء متجر للكمبيوتر، وهو نموذج أعمال قائم على المعاملات الضخمة الحجم وذات الهامش المنخفض. أو نذهب باتجاه نموذج أعمال ذات هامش أعلى قليلًا وبحجم أقلّ. لقد اعتمدنا الخيار الأخير ".

"كان التصوّر السائد لدى الكثير من الناس، هو بأنك تقوم ببيعي نفس المنتجات التي يمكنني شراؤها من تجار التجزئة الآخرين."

نتيجة لذلك، كانت الخطوة الأولى للجنيبي وفريقه هي قضاء الكثير من الوقت في محاولة تثقيف المستهلكين.

" وجدنا أنّ غالبية الزبائن قد أصبحوا قادرين الآن على معرفة المزيد حول مشترياتهم وكانوا ممتنّين لذلك. مع التذكير أنّ بعض هؤلاء الزبائن يعمدون إلى دفع ما يزيد عن 3000 دولار مقابل الأجهزة التي ستبقى معهم لسنوات. لذلك، فهم سيقدّرون تلك الخدمة، وسيعمدون إلى إخبار [معارفهم] أيضاً وسينصحونهم بالتعامل معنا، ليصبحوا بدورهم زبائن متكرّرين ".

أمّا فيما يتعلق بالتحديات الأخرى، ذكر الجنيبي أنّ عملية إنشاء الفريق كانت أمرًا بغاية الأهمية، إذ أنّ عملية توظيف الأشخاص من ذوي الخبرة المناسبة في الشركة وبالسعر المناسب، قد يكون أمرًا صعبًا للغاية.

إضافة إلى ذلك، فبصفتك رائد أعمال يسعى لإطلاق مشروعه التجاري، اضطرارك للقيام بكلّ شيء بنفسك في البداية، يستغرق وقتًا طويلاً. ففي النهاية، تحتاج إلى التفويض، الذي قد يكون أمر صعب في بادئ الأمر.

أمّا بالنسبة للجانب المالي، "لن أقول أنّه يمثل تحديًا بالمعنى السلبي - إنه في الواقع تحدٍّ جيد"، أضاف "فالجانب الأكثر تحديًا كان حصولنا على رأس المال الكافي لإدارة مخزوننا وإدارة عملياتنا وضمان نموّنا بوتيرة مقبولة بالنسبة لي وللشركة. لقد كان ذلك التحدي الأكبر الذي واجهناه حتى الآن، فإذا أردت التعبير بأسلوب آخر، أقول أنّ جميع العقبات الأخرى هي تحديات سلسة بإمكانك التعامل معها في أيّ وقت ".

أدرك الجنيبي في النهاية، أنّ لتلك المسألة أهمية كبيرة. فعمد في البداية إلى تمويل الشركة بأكملها من موارده المالية الخاصة، ثم حصل على دعم مالي في نهاية المطاف من صندوق خليفة. وسرعان ما أدرك أنه قد أخطأ في تقدير حجم رأس المال الفعلي اللازم "للنموّ بعد المرحلة الأولية".

"لقد درسنا عمليّة طلب الأموال من صندوق خليفة بشكل جيّد –وقمت بدراسة الجدوى بنفسي. وراجعتها مع مندوب صندوق خليفة، فالأموال كانت من المفترض أن تخدم مرحلة الإعداد الأولي فقط. فلم نكن نعي، أنّنا في تلك المرحلة، كان لدينا الفريق، والشبكة، والبنية التحتية الكاملة في مكانها الصحيح، وما نحتاجه الآن هو "صبّ البنزين على النار" – أي ضخّ المزيد من الأموال للحصول على المزيد من المخزون، وعلى المزيد من الأعمال، وما إلى ذلك. "

"لقد شكّل ذلك عقبة، خصوصاً بالنسبة للإماراتيين. فعلى الصعيد الشخصي، كان بإمكاني الذهاب إلى البنك وإخبارهم أنّني موظف حكومي وأحتاج إلى قرض شخصي. وكانوا سيعطونني زيادة بنسبة  ٪20 إلى ٪30 على راتبي بكلّ سرور، وهو مبلغ كبير بما يكفي لتقوم بما تريده ".

"ولكن بمجرد دخولي كشركة لأقول، هذا هو نموذج عملي، تلك هي أموالي، هذا ما أقوم به، وهذا ما أطلبه للنموّ وتحقيق خطتي العملية ، سيقولون لك، حسنًا، أتتذكّر المعدل الذي كنّا نتحدث عنه؟ 2.5٪ معدل الفائدة؟ الآن ستصل إلى 9٪ أو 10٪. أنت شركة وتعمل في صناعة محفوفة بالمخاطر. وستبدأ في الدخول في كل ّهذه المناقشات مع البنوك ..."

الدعم من صندوق خليفة

فبالنسبة للعديد من رواد الأعمال الإماراتيين مثل الجنيبي، كان هذا يشكّل تحدّي. فالبنوك لا تقدّم الثقة ذاتها التي يقدّمها صندوق التنمية مثل صندوق خليفة. فبصفتها كيانًا داعم لتطوير المؤسسات، فهي تختصّ بهذا المجال ويتمّ اللجوء إليها لمساعدة الشركات والدخول بالمخاطرة مع أصحابها.

" لصندوق خليفة نهجه المختلف"، كما يقول. "فكان تعاملي مع صندوق خليفة سريعًا جدًا. فهم داعمون بشدّة. إذ أنّهم يراقبون رائد الأعمال بتأنّي، ويعطون الأهميّة لمدى جديّته. ويدقّقون بالفكرة، ويراجعونها ليروا ما إذا كان هناك شغف وراءها، وعلى هذا الأساس يوافقون على تقديم القرض / المنحة ".

"فامتلاك مثل هذا الصندوق الداعم لرواد الأعمال - وخاصة رواد الأعمال الإماراتيين - أمر يستحقّ المفاخرة به. لقد عملت في مؤسسات حكومية مختلفة، والتي عادة ما كانت تكون بيروقراطية – أي لا وجود لشخص حقيقي وراءها. أمّا صندوق خليفة، فلديه نهج مغاير تمامًا. فهم يهتمون فعلاً بروّاد الأعمال ".

الإمارات: بيئة داعمة ومؤاتية لإطلاق المشاريع التجارية

وفيما يختصّ بمزايا إطلاق المشاريع التجارية داخل الإمارات العربية المتحدة، يقول الجنيبي إنّه "لن يقوم بإطلاق مشاريع تجارية في أيّ مكان آخر".

ويستشهد ببعض الخدمات الحكومية التي تمّ توفيرها عبر الإنترنت، والتي تجعل عملية إنشاء الأعمال التجارية مسألة بغاية السهولة. ويشير أيضًا إلى المجموعة الكبيرة من المواهب المتوفّرة في البلد: "نحن نمتلك العديد من الموارد البشرية من آسيا والدول الغربية والعربية – فجميع الخبرات التي تبحث عنها، قد تجدها هنا ".

"كما وأنّ الحكومة تساهم في تقديم الدعم بشكل كبير للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالأخصّ ما تمّ تقديمه من دعم خلال العام الماضي. بالإضافة إلى عمليات التنازل عن الكثير من الرسوم، وتوفير الدعم الكبير للشركات الصغيرة والمتوسطة، بغية تسهيل رحلتهم. لا أعتقد أنّ الكثير من البلدان تقدّم مثل هذا الدعم ".

"فبالنسبة لنا، هذا هو المكان المثالي."

الدروس المكتسبة

تحدّث الجنيبي عن المشكلة الإضافية التي قد تظهر عند قيامك بالتخلّي عن مسؤولياتك كرائد أعمال، وتلجأ إلى التفويض، ففي تلك الحالة، إمّا قد يتخلى رواد الأعمال عن قدر كبير من سيطرتهم، أم يظهرون غياب مطلق للسيطرة. في هذا السيناريو، يفقد أصحاب الأعمال صلتهم بما يحدث في العديد من جوانب أعمالهم.

وأضاف: "قد لا يحدث ذلك عادة بسبب خطأ، بل بسبب الرضا ". يذكر الجنيبي قائلاً: "يحتاج كلّ رائد أعمال إلى آلية إبلاغ قوية ليتمكّن من مراقبة ما يحدث"، لا سيما فيما يتعلق بالشؤون المالية.

"عليك الإطّلاع على جميع الأمور، وأن تكون على دراية بالمسائل المالية، وبخطة عملك وبالأهداف التي تودّ تحقيقها، ثم العمل على تحقيقها. فعليك البدء بممارسة خطة عملك. إذ أنّها ليست بمستند يمكنك تعيينه لشخص ما. فعليك امتلاكها قلباً وقالباً".

"أمّا الدرس الآخر الذي عليك اكتسابه هو التأكد من أنّ الأهداف التي حدّدتها الإدارة، قد تمّ عرضها بوضوح أمام الموظفين. إذ أنّها مشكلة قد تواجهها في الكثير من الأحيان، إذ قد تمتلك الإدارة خططًا رائعة، إلّا أنّ الموظفين الذين يمارسون العمليات اليومية، قد لا يكونوا على دراية بتلك الخطط، أو أنهم قد لا يكونوا على دراية بشكل عامّ بمؤشرات الأداء الرئيسية الموضوعة."

الخطط المستقبلية

سيعمد الجنيبي في المستقبل إلى التركيز على خطّة التوسع قدر الإمكان.

" نخطّط للعمل أكثر على ما تقدّمه علامتنا التجارية، ممّا يعني أنّنا لن نعمد إلى جمع الأجزاء الجاهزة فقط. بل سنعمل على منتجاتنا، وعلامتنا التجارية، سواء كانت من مصانع في الصين أو تايوان أو حتى الولايات المتحدة. سنساهم في إضافة لمستنا الخاصّة، ففي النهاية، العلامات التجارية العالمية، لا تهتم حقًا بالمستهلكين هنا بنفس الطريقة التي يهتمون بها بالمستهلك الأمريكي أو الصيني ".

وتابع: "فالسوق صغير للغاية - عدد السكان والسوق المستهدف صغير للغاية. ولكّنه ينمو بالتأكيد، إلّا أنّنا لم نلحظ بعد تحوّل سريع للعلامات التجارية تماشياً مع متطلبات قاعدة المستهلكين هنا، ما يشكّل فرصة لنا ".

"نسعى لبيع منتجاتنا في الخارج، وليس فقط في الإمارات العربية المتحدة. لذلك، ترتكز خطّتنا التالية بشكل أساسي، على التوسّع في الأسواق المختلفة، سواء ضمن إطار السوق أو إلكترونيّاً، والعمل على تطوير منتجاتنا، وعلاماتنا التجارية، وما إلى ذلك ".

موقع اماراتي مخصص لجميع احتياجات اللعب على الكمبيوتر.  لمعرفة المزيد: https://www.anigma.com/