في سعيها للابتكار وتنمية وتنويع اقتصادها، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة على مر السنين بجذب انتباه العديد من المؤسسات والشركات التي تركز على تطوير الأعمال وبناء المشاريع.
وكانت شركة 33voices إحدى تلك الشركات التي تم اجتذابها، وهي عبارة عن استوديو تصميم أعمال مقره الولايات المتحدة وشريك تنفيذي يقدم الدعم للمواهب المغامرة عبر مزيج مثير للاهتمام من ورش العمل والمقابلات المسجلة والمدونات الصوتية والدعم المخصص.
ومع سجل مكون من أكثر من 1600 مقابلة تم إجراؤها على مدار الـ 17 عامًا الماضية مع بعض أبرز بناة ورجال الأعمال والقادة والمستثمرين والمؤلفين والأساتذة الجامعيين على مستوى العالم، فقد وفرت الشركة لرواد الأعمال الفرصة للتعلم والاستلهام من أولئك الذين غامروا ونجحوا.
وقد أبلغ مو عبدو مؤسس شركة 33voices، منصة أبوظبي للأعمال بأنه "لدينا احترام كبير لأولئك الذين يخوضون الكثير من المخاطر لتطوير أفكارهم، ونشعر أنه يمكننا منحهم إمكانية الوصول إلى القدرات لبناء شركات رائعة حقًا".
كما صرح ستيفان بيزويك "الشريك المؤسس بنفس الشركة" للمنصة بأن "ما يميزنا عن المستشارين أو الاستشاريين الآخرين هو أننا نعمل معك للتنقيب والكشف عن الجذر الحقيقي للمشكلة (التي تواجهك)، وذلك للمساعدة في إيجاد الحلول الممنهجة والشاملة بدلاً من التعاطي فقط مع الأعراض".
وتركز شركة 33voices على المقابلات الشخصية باعتبارها طريقتها الرئيسية لمساعدة رواد الأعمال وذلك لقيمة وأهمية "القصص والتجارب الشخصية"، وهي خلاصة توصل إليها مؤسس الشركة على مدار أكثر من 30 عامًا كان يعمل فيها على مقابلة رواد الأعمال وجمع البيانات عنهم.
وفي هذا السياق أوضح مو عبدو بـ "أن المواضيع مثل بناء الأعمال التجارية، وبناء فرق العمل، والقيادة والإدارة، تعتبر كلها هامة، ولكن أهم ما يترك أثرًا لدى جمهورنا هو القصص والتجارب الشخصية للأفراد الذين نقابلهم".
ومن واقع تجربته، فإن الخوض في القصة الإنسانية وراء ذاك المنتج أو المشروع الرائد الذي تبلغ تكلفته مليون دولار لهو أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لمعظم جمهور رواد الأعمال من مجرد التغطية البسيطة لنجاح ونتائج هذا المشروع أو ذاك.
وفي هذا السياق، فقد علق مو عبدو قائلًا: "لا يهم إن كان من يحاول تغيير العالم هو بيل جيتس أو كان أستاذًا في جامعة ستانفورد أو حتى شابًا يبلغ من العمر 20 عامًا ولديه موهبة حقيقية".
المعروضات الأساسية
يمثل دليل المقابلات الشخصية المذكور أعلاه جزءًا واحدًا فقط من معروضات شركة 33voices، والتي تندرج تحت ما تسميه الشركة ب"مبادرة الإشارة" وهي تتكون مما يلي:
Signal talks: وهي عبارة عن مقاطع تبصيرية قصيرة (6-8 دقائق)، تقوم الشركة من خلالها بتعريف رواد الأعمال والقادة بمجموعة من أدوات ومبادئ التفكير لمساعدتهم على إعادة تصور قضايا النمو والفرص التي يواجهونها في الوقت المناسب.
Signal talks+: وهي جلسات ممتدة (30-45 دقيقة) مع رواد الأعمال للتعمق أكثر في قضية نمو معينة أو فرصة ما سانحة، ولوصف الطرق التي يمكن من خلالها للأدوات والمبادئ المناسبة تسريع وتيرة التنفيذ وتحسين احتمالات التقدم.
جلسات Signal: وهي جلسات شهرية عبر الإنترنت يستضاف فيها المؤسسين ورجال الأعمال والقادة لمناقشة الحقائق الصعبة لتنمية الأعمال التجارية. ويتم اختيار هذه الجلسات حول موضوع معين يتم انتقاؤه من تعليقات الجمهور.
التوسع والقدرات الكامنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تعمل شركة 33voices منذ وصولها إلى الشرق الأوسط قبل بضع سنوات، مع حاضنات ومسرعات الأعمال الإقليمية والهيئات الحكومية والشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال لدفع عجلة نمو النظام البيئي.
وقد وجد السيد مو عبدو، الذي ينحدر في الأصل من منطقة الشرق الأوسط، أنه قد تعرف مهنيًا على هذه المنطقة قبل خمس سنوات، عندما قررت شركة أمريكية للأمن السيبراني كان يعمل معها التوسع هنا.
ومن الجدير بالذكر أنه حتى في الوقت الذي كانت فيه منطقة الشرق الأوسط ما تزال جزءًا صغيرًا وناميًا نسبيًا من العالم، فإن مو عبدو كان يرى الفرص المتاحة بها.
ويقول مو عبدو في هذا السياق: "إن الموهبة، والفرصة، والقيادة، كلها عناصر موجودة [في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]. لقد كان [الرواد في هذه المنطقة] فقط يحتاجون إلى التعرف على نوع التفكير الذي سيساعدهم على الرفع من قدراتهم. إننا نرى إمكانات صعودية هائلة في المنطقة، وشهية حقيقية وفعلية للتعلم وبناء الشركات. نعتقد أنهم إذا ما حصلوا على بعض الموارد التي نمتلكها ووضعوها في أيدي بعض الأشخاص المناسبين، فسوف يكون بإمكانهم مساعدة المنطقة بأكملها، وليس تطوير الشركات فحسب".
كما يلقي بيزويك الضوء على هذا الموضوع بالقول: "إننا نرى التزام الجهات الحكومية بضخ الأموال في الكثير من حاضنات ومسرعات الأعمال، وهو ما يثير حماسنا، لأننا نشهد رؤية هائلة مع تخصيص الكثير من رأس المال لبدء هذا الجيل القادم من الأعمال التجارية الخارقة".
كما أشار مو عبدو: "بالمناسبة، أنت لا تحتاج حتى إلى عمل تجاري خارق. فكل ما تحتاجه هو شركة صغيرة تبقى صغيرة ولكنها تقدم مساهمة جيدة حقًا وتلهم الشباب الآخرين لإنشاء شركات صغيرة خاصة بهم. وإذا ما كان لدينا مجموعة من الشركات الصغيرة، فإن ذلك سيساهم بشكل تراكمي بكمية هائلة، ليس فقط في الاقتصاد ولكن برفع مستوى الثقة بالنفس في المنطقة. حيث أن هناك بعض الأشياء الرائعة حقًا التي يمكن أن تتمخض عن ذلك".
وإن مفتاح ذلك، في رأي مو عبدو، هو البناء. حيث يحتاج النظام البيئي إلى إنشاء واستدامة المساحات للأفراد من ذوي التفكير المتماثل للالتقاء وتبادل الأفكار وبناء مشروع أو شراكة تجارية.
مساحات عمل WeWork المشتركة في Hub71
"أعتقد أن التأثير التراكمي للأفراد والشركات الذين يعملون معًا للبناء ... هو سر وادي السيليكون. اذهب إلى أي مقهى، وستجد الناس يجلسون هناك ويعملون معًا ويدعمون بعضهم البعض. أعتقد أن هذه هي الوصفة السحرية. وبالتالي، فإذا ما تمكنا من إنشاء شيء يمنح الناس الفرصة للتفكير بهذه الطريقة [في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا]، أعتقد أن هذه ستكون مساهمتنا [في شركة 33voices]".
واليوم، ونحن نشهد بالفعل تنمية هذه الروح التعاونية التي تحدث عنها عبدو في المنطقة، وبخاصة في الإمارات العربية المتحدة، من خلال المساحات التي لا تعد ولا تحصى التي يتم إتاحتها لرواد الأعمال، مثل أولئك الموجودين في Hub71 أو مركز دبي المالي العالمي. فمع دخول شركة 33voices مؤخرًا إلى الشرق الأوسط، يريد مو عبدو وفريقه المساهمة في هذا الجهد.
"بصفتك رائد أعمال إقليمي، لست ملزماً بإنشاء نسختك الخاصة من جوجل. بل يمكنك الاكتفاء ببناء ما يساعدك كرائد أعمال على التحكم في مصيرك ويساعد المنطقة ورواد اعمالها على البدء في إيصال رسالة مفادها: 'يمكننا نحن أيضًا القيام ببعض الأشياء المثيرة حقًا في العالم!' ".