نشرت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، أحدث تقرير لها ضمن سلسلة تقارير "بلو شفت"، والتي تستكشف تأثير التقنيات الجديدة على الأعمال والمجتمع والبشر بشكل عام. ويقدم التقرير الجديد، الذي حمل عنوان"الميتافرس- بعيداً عن التأويل والتصورات الخيالية" نظرة واقعية لعالم "الميتافرس". ويستكشف التقرير الجديد آفاق عالم الميتافرس ويقدم رؤى وصورة واقعية للفرص والإمكانيات التي يوفرها هذا العالم بالنسبة للشركات والمؤسسات، مع التركيز بشكل خاص على التقنيات اللازمة لتمكين هذا العالم.
ورغم أن عالم "الميتافرس" ليس مفهوماً جديداً، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً في وتيرة تطوراته ومعدلات اعتماده، مدفوعاً بتقارب ثلاث مجالات: وهي الألعاب، وأدوات التعاون والإنتاجية، ووسائل التواصل الاجتماعي والشبكات. وفي حين يصعُب تقدير حجم سوق الميتافرس حالياً، يؤكد التقرير أنه لا ينبغي على الشركات التقليل من أهميته وإمكانياته المحتملة لأعمالها. ويقدم التقرير توقعات حذرة تقدر أن القيمة الحالية لسوق عالم الميتافرس، باستثناء البنية التحتية والتقنيات التمكينية، تقدر بـ 50 مليار دولار. وتستند هذه الأرقام المأخوذة من تحليل آرثر دي ليتل إلى التوقعات الحديثة الموثوقة لأسواق أجهزة وبرمجيات الواقع الافتراضي والمعزز والهجين عبر العديد من المستهلكين والشركات وقطاعات الأعمال.
ويبحث التقرير أيضاً في التقنيات الرئيسة التي يمكنها تمكين عالم "الميتافرس"، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وبلوك تشين، ويوفر إطاراً هيكلياً من ست مستويات لفهم الواقع الحالي لتطور عالم "الميتافرس". وبينما يخلص التقرير إلى أن الشركات اليوم تواجه عالماً من المفاهيم الأولية غير المترابطة لعالم "الميتافرس" او لعدة عوالم "الميتافرس"، مع وجود العديد من تحديات التكنولوجية القائمة، فإنه يحثُّ الشركات والمؤسسات أيضاً على المبادرة باتخاذ خطوات لفهم السوق الحالية والاستعداد بشكل أفضل للمستقبل اعتباراً من اليوم.
وقال الدكتور ألبرت ميج، المسؤول عن سلسة تقارير "بلو شفت" في آرثر دي ليتل: "يُعد عالم "الميتافرس" في الأساس نسخة مستقبلية للإنترنت، مع تقنيات جديدة من المتوقع أن تحدث تحولات في منهجيات استخدام الإنترنت ونماذج الأعمال بالطريقة ذاتها التي أحدث بها الهاتف الذكي ثورة في عالم الويب. وبينما لا نزال على بعد نحو عقد من الزمن من الوصول إلى نسخة كاملة وغامرة لعالم "الميتافرس"، هناك بالفعل فرص ضخمة يمكن استغلالها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، كيف يمكننا الاستفادة من هذه الفرص؟"
وأضاف الدكتور ميج: "يقدم هذا التقرير تحليلاً غير مسبوق لمستوى النضج التكنولوجي ونموذج الأعمال الخاص بعالم "الميتافرس". وفي الحقيقة تختلف بعض الاستنتاجات التي توصلنا إليها اختلافًا كبيراً عن العديد من الاستنتاجات التي توصل إليها آخرون في السابق."
وقال توماس كوروفيلا، الشريك الإداري لـ "آرثر دي ليتل" الشرق الأوسط، والذي سيلقي كلمة في ملتقى دبي للميتافرس القادم: " في ظل التحول المتسارع من الويب الكلاسيكي إلى عالم "الميتافرس"، سيكون هناك فرص هائلة للعديد من قطاعات الأعمال في الاقتصاد الرقمي. ويجب ألا تقلل الشركات والمؤسسات من أهمية وإمكانيات عالم "الميتافرس"، بل ينبغي عليها اتخاذ خطوات لفهم السوق الحالية وتجهيز نماذج أعمالها للمستقبل اعتباراً من اليوم. ويقدم التقرير الجديد صورة واقعية لعالم "الميتافرس" بالنسبة للشركات والمؤسسات، مع التركيز بشكل خاص على التقنيات التي ستمكّن هذا العالم الجديد".
وبالنظر إلى الفرص المتاحة، من المفيد للغاية تقسيم سوق "المبتافرس" إلى ثلاثة أنواع: نوع خاص بالمستهلكين الأفراد ونوع خاص بالشركات والمؤسسات ونوع خاص بالقطاعات الصناعية. وتوجد بالفعل العديد من التطبيقات الحقيقية لعالم "الميتافرس" في معظم القطاعات للمستهلكين والشركات والصناعات. ومع ذلك، يتم تنفيذ هذه التطبيقات حالياً كمعايير ونماذج أولية. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر حالياً فرص تطوير البنية التحتية اللازمة لمستقبل عالم "الميتافرس".
ومع الأخذ بعين الاعتبار التحديات التكنولوجية القائمة التي لا تزال بحاجة إلى التغلب عليها، يفترض التقرير - بشكل متحفظ – مساحة جديدة في السوق بنسبة 10% - 30% من خلال إحراز المزيد من التقدم في اعتماد تقنيات عالم "الميتافرس" حتى عام 2025، هذا بالإضافة إلى التوقعات الأخيرة.
وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تؤدي التطورات التكنولوجية إلى تغيير جودة وتكلفة التجارب الافتراضية وتذليل العقبات التي تحول دون تبني هذه التجارب. كما أنه من غير المرجح أن تتوفر التكنولوجيا المطلوبة للوصول إلى عالم "الميتافرس" باعتباره "مستقبل الإنترنت" قبل عقد من الزمن. وفي غضون ذلك، لا تزال النماذج والمفاهيم الأولية لعالم او لعوالم "الميتافرس" توفر فرصاً كبيرة للعديد من قطاعات الأعمال.
يمكن الاطلاع على تقرير "الميتافرس- بعيداً عن التأويل والتصورات الخيالية" وتنزيله من هنا