محدودية الموارد المائية الطبيعية، تشكّل إحدى التحديات التي كان على دول مجلس التعاون الخليجي دائمًا مواجهتها. في المناطق الجافة والقاحلة مثل بلدان الخليج، من الشائع أن تلجأ الحكومات الإقليمية إلى تحلية المياه، وهي عملية صناعية تساهم في إزالة الملح من مياه البحر، لتزويد مواطنيها بالمياه العذبة الصالحة للشرب.
اليوم، تتمتّع دول مجلس التعاون الخليجي بأعلى قدرة عالمية لتحلية المياه بنسبة 81٪، وإنتاجية تصل لحوالي 40٪ من إجمالي المياه المحلاة في العالم، وفقًا لتقرير من العام 2020 الصادر عن مؤتمر مشاريع تحلية المياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في دولة الإمارات، الوضع غير مختلف.
وفقًا لحكومة الإمارات العربية المتحدة، " معظم المياه الصالحة للشرب في البلاد (42 بالمائة من إجمالي متطلبات المياه) يأتي مصدرها من حوالي 70 محطة تحلية رئيسية، والتي تمثل حوالي 14 بالمائة من إجمالي إنتاج العالم من المياه المحلاة".
نتيجة لذلك، وتماشياً مع الرؤية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة لتحقيق مستقبل أفضل لمواطنيها، تبحث الحكومة عن طرق بديلة لإنتاج المياه العذبة بأمان، مع تقليل الطلب والهدر، وتطوير إمكانية إعادة تدوير المياه المستعملة إلى نسبة 95٪. كلّ ذلك يندرج في إطار استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، والتي تمّ تطويرها من منظور وطني شامل لتغطية جميع جوانب سلسلة إمدادات المياه في الدولة بمشاركة جميع الجهات والهيئات المعنية بالموارد المائية محليًا.
السبب وراء هذا الإطار الحكومي هو أن تحلية المياه عملية مكلفة وتستهلك الكثير من الطاقة ، وتنتج الكثير من النفايات الضارة.
تعمل " Manhat"، شركة ناشئة للتكنولوجيا العميقة، و التي تأسست في عام 2019 ومقرها أبوظبي، على إنشاء حلّ مستدام قابل للتطوير لمشكلة إمدادات المياه. أضاف الدكتور سعيد الحسن، مؤسس " Manhat"، لمنصة أبوظبي للأعمال، أنه من خلال استخدام التقطير الشمسي بدلاً من التحلية، يعتمد منتجهم على "دورة المياه الطبيعية التي تبدأ بتبخر المياه من الأسطح المفتوحة". "تلك المياه الجزيئية لا تحتوي على ملح على الإطلاق."
يتمحور حلّ "Manhat" بشكل أساسي حول فكرة وضع دفيئات زراعية على شاطئ البحر، ثم الإعتماد على الأشعة الشمسية لتسخين المياه حتى نقطة التبخر. بعد ذلك، يتكثف بخار الماء الصاعد عندما يلامس الجانب الأكثر برودة من البناء، وفي النهاية يتمّ جمعه وتخزينه كمياه نقية مقطرة، بدون إنتاج النفايات.
يشارك الدكتور الحسن المزيد من الأفكار حول شركته الجديدة المثيرة للإهتمام في المقابلة أدناه.
د. سعيد الحسن مؤسس Manhat""
بالنظر إلى مخاطر تحلية المياه، لماذا أصبح إيجاد طرق بديلة لإنتاج المياه العذبة أكثر أهمية من أي وقت مضى؟
البشرية تمرّ بظروف حرجة إذ قد أثّرت أفعالنا بشكل مباشر على كوكبنا على جميع المستويات. فعلينا إيجاد حلول لتحقيق التوازن اللامتناهي وتعزيز النمو البشري في كوكب مستدام. لذلك السبب، شرعنا في هذه الرحلة لتطوير تقنيات من شأنها تقليل الآثار الجانبية لإنتاج المياه من خلال تحلية المياه وإزالتها في بعض الأحيان.
هل يعدّ حلّ "Manhat" حلّ سهل وفعال من حيث التكلفة وقابل للتكرار على نطاق أوسع؟
نعم. بالإمكان تنفيذ التقنية على أي شاطئ ويمكن اعتمادها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لأننا لسنا بحاجة إلى استخدام الكهرباء على الإطلاق في إنتاج المياه.
ما هي بعض حالات الاستخدام التجاري المحتملة للحل الخاص ب"Manhat"؟
نستهدف حاليًا تطبيقات المياه المتطورة وصناعة الترفيه لاستخدام هذا المفهوم بطريقة فريدة مثل مشروع جزر النخيل الاصطناعية.
ما هي بعض النقاط البارزة في رحلتك الريادية حتى الآن؟
لقد أكملنا تطوير نموذجين. بالإضافة إلى ذلك، نحن في مرحلة متقدمة من المناقشة لتثبيت تلك النماذج الأولية مع مؤسسة حكومية. لقد حصلنا على براءات الإختراع الخاصة بنا في غالبية البلدان المستهدفة.
كيف ساهمت دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي (ADDED) في دعم شركتك؟
كان برنامج تكامل المتوفر ضمن إطار ADDED مفيد للغاية من حيث الدعم المالي لإيداعات براءات الاختراع الأولية. فبدون تلك المبادرة، لم نكن لنتمكّن من الوصول إلى ما حقّقناه في رحلتنا.